جار القمر

دي مذكرات و كتبتها من ســنين/ في نوتة زرقا لون بحور الحنيـــن/ عترت فيها رميتها في المهمـــلات/ وقلت صحيح أما صحيح كلام مخبولين !!عجبي

السبت، مايو ٢٧، ٢٠٠٦

الغضب يا شرقاوي .. الغضب




قرأت الخبر بالامس غير ان تأثري و اكتئابي تضاعفا اليوم عندما قرات شهادة الشرقاوي عما حدث له ... تملكتني بعد القراءه مشاعر متطاحنه .. فزع ؟ استنكار ؟ يأس؟ قرف ؟ اشفاق ؟ كراهيه ؟ .. لا استطيع ان احدد على وجه الدقه .. ربما كل هذا و ربما غيرها ... الآن انا اعرف بالظبط بما اشعر
..
الغضب و الغضب فحسب
..
أركب سيارة إحدي زميلاتي .. السيارة توقفت في إشارة تقاطع عبد الخالق ثروت مع شارع طلعت حرب، لم أنتبه كثيرا في البداية ولكني انتبهت مع صرخة الزميلة وهي تقول "مين دول"... التفت حولي ومن خلف زجاج السيارة وجدت عشرات من رجال بملابس عادية يحاولون فتح الباب ... قفز إلى ذهني تصور وحيد وفي خلال ثوان معدودة .. رجال أمن الدولة جاءوا ليقوموا باختطافي .. رميت ما كان بيدي داخل السيارة وفتحت الباب لأجدهم وبوحشية يقتادوني إلى مدخل آخر عمارة بشارع عبد الخالق ثروت قبل التقاطع مع طلعت حرب.. وبدأت حفلة منهم لتقديم أنفسهم لي، بدأوها بالأيدي سريعة ومتتابعة إلى أن قام أحدهم بضربي برجله إلي أن وقعت على الأرض .. كانوا حوالي عشرين شخصا أو يزيد وكانت ضرباتهم متتابعة وبدون تخطيط مما دفعهم إلى ضرب أقدام بعض ويرجع هذا إلى أنهم جميعا كانوا يودون القيام بأي شيء يدعمهم أمام رؤسائهم . لم أرى من الوجوه سوى ثلاثة أشخاص، ولأنني أعرف وجوههم من قبل وسبق لي رؤيتهم كثيرا في المظاهرات . الأول هو من ظل لدقائق كثيرة يسبني بأحط وأقذر الكلمات وأعتقد أنها تشبهه كثيرا، وهو أيضا أول من ركلني بقدمه وبدأت حفلة التسليم بالأرجل. كانت لحظات بها كثير من الألم كثير من السب والضرب
..
الثاني أحد ضباط الأمن العام على ما أعتقد بعد ما رأى الدماء تسيل بغزارة من أنفي وفمي حاول أن يوقف الضرب إلا أنه فوجئ بمنعه، كل هذا كان و أنا ملقى على الأرض و تقابلني أقدامهم لترسل لجسدي بعض الآلام
..
الثالث أكثر من قام بضربي و هو أيضا من قام بسحبي على الأرض و السلالم إلى أن وصلت على باب عربة ميكروباص زرقاء شرطة و ظل يضربني و سأل عن الموبايل الذي كان معي أثناء وقوفي بالجمعية العمومية بنقابة الصحفيين. كانت أغلب شتائمهم تتلخص في سبي و أمي و أبويا .. ركبت السيارة خلف السائق مباشرة و ركب هو أمامي و ظل يضربني في وجهي بقوة و بسرعة شديده
..
الغضب يا شرقاوي و ماذا غيره ؟؟ انتهكت انسانيتنا يا عزيزي معك في نفس ساعته و تاريخه .. اشعر بمرارة في حلقي اعرفها يوم تجرح كرامتي .. قد نقبل السباب و الضرب يا شرقاوي ولكن ماعدا جرح الكرامه .. ان يعتدي عليك من وكلت له - نظريا - حمايتك هو اقسى انواع الإصابات .. ان يتلذذ المعتدي باهانتك هو قمة اللاحيوانيه ..لا حيوان يتلذذ بتعذيب آخر .. فقط الانسان .. في بلادنا و غيرها ممن ابتلاها الله بمرض الذل .. يا شرقاوي سامحك الله و لا سامح الثلاثه .. نكأت جرحنا يا شرقاوي بشجاعتك .. و طعنت كرامتي نافذا و مالذلك في رأيي من براء
..

لا أستطيع أن أقول بأنني ظللت صامدا صامتا لفترة طويلة أثناء ضربهم لي في مدخل العمارة، بعد أن طرحوني أرضا وجدتني و بدأ نزيف من وجهي ظللت أتأوه كثيرا لا أعلم لماذا و لكني خفت و من حقي تماما أن أخاف – الخوف و الفزع شعور أنساني على ما أعتقد – أن أموت على أيديهم و لا يعلم عني أحد
..
من حقك ؟؟!!! فغرت فاهي و انا اقرأ هذه الجملة يا رجل للمره الخامسه
من حقك ؟؟؟!!! انت اكيد بتهزر
..
اتستكثر على جسدك بعض الالم ؟؟ او على نفسك بعض العله ؟؟ مالذي قد يفزعك يا شرقاوي اكثر مما حدث ؟؟ و ان لم يكن شعورك ساعتها انسانيا فمالذي قد نعتبره - بحق الله - انسانيا ؟؟ ساحلوك ام ضاربوك ام من وقف ليتابع من بعيد كل ماحدث لك ؟؟ اخبرني يا شرقاوي لم تستنكر الشعور بالفزع بينما يمارسه آخرون بينما يشاهدون فيلما او يتسلون في مدينة الالعاب؟؟ .. ما كل هذه السيرياليه ؟؟ هل ستهتز صورتك امامنا مثلا حين نراك تبكي او تصرخ او تخرس من فرط الرعب ؟؟ هل سنراك اضعف او اقل شجاعه او حتى اقل وقوفا بجوار الحق ؟؟
...
بعد ركوبي السيارة فوجئت بهم يأمرونني أن أضع رأسي بين ركبتي، بالطبع امتثلت لما قالوه و ما أن فعلت حتى وجدتهم يضربونني بكل قوتهم على ظهري .. أستطيع القول هنا بأنني صمتت تماما إلى أن قالوا بأنهم وصلوا و أنزلوني من السيارة وطلعوا بي 3 درجات سلم ثم سلم ضيق نسبيا ثم وجدتهم يقتادوني عبر طرقة واسعة ثم إلى سلم آخر و في النهاية رموني داخل غرفة و بدأ الضرب مرة أخرى
..
في الشارع و مدخل العمارة قدرت الضرب والسحل لمدة لا تقل عن 20 دقيقة، في الشارع أيضا الضرب كان في أي مكان من أي حيوان موجود و هذا كان يدفعهم إلى ضرب أرجلهم بعضهم البعض مما كان يصب في مصلحتي من تقليل للضرب – أحيانا
..
الآن انت ترتدي تاج الشوك و تسحل في طرقات المدينة القاسيه .. تلك المدينة التي يفوق صلابة قلبها كل احجار العالم .. لم لم تبتلع المدينة جلاديك يا شرقاوي فنؤمن من ثانية بحدوث المعجزات ؟؟ اي مدينة يجر محبوها في شوارعها و هي باسمه ؟ ياترى كم مرة ابتسمت القاهرة و هي تتابع باهتمام سحل ابنائها ؟؟ هل تحدثت اليك يا شرقاوي و انت تسحل ؟؟ ماذا قالت و هل واستك ؟؟ هل طلبت منها ردا فلم تجد ؟؟ ام ان ما اسأله اكثر خياليه بكثير من ان يحدث ؟؟ ما رويته يا شرقاوي اكثر خياليه بملايين المرات
..
بدأوا بترديد كلمة واحدة "إيه اللي جاب دين أمك النهاردة – إيه اللي نزلك"، وبدأوا بعدها في الضرب بمختلف أنحاء جسدي إلى أن قال لهم – من حولي – خلعوه البنطلون. فكوا أزرار بنطلوني في عجالة وقال "خول ولابس سلب ملون" بداخلي كنت أضحك إلا أن حالي واصابات وجهي والعصابة التي وضعوها على عيني منعت وجهي من التعبير عما بداخلي وظهوره لهم. بعدها قام بتدليك الخصية اليسرى وعلى ما أعتقد باستمتاع شديد، كان الألم مبرحا وأستمر في ذلك ما يقرب من 3 دقائق و أنا مستمر في الصراخ حتى يتوقف وألتقط أنفاسي. نزع بعدها السلب "underwear" ومزقه تماما و ظل يضربني في مختلف أنحاء جسدي ثم أمر بأن أنحني، لم أنحني ولكنهم أرغموني على ذلك و قام هو صاحب الصوت الأجش الغاضب بوضع ورقة بمؤخرتي. وظلوا في مهمتهم بضربي إلى أن سمعته يقول "أرفعوا له البنطلون..لعن الله الناظر و المنظور" عندها قدرت كثيرا أن يكون الأنسان قد مر على محطة الإيمان في وقت من الأوقات
..
اااااااااااااااااااااااااااااااااه يا شرقاوي و الف آه
انت الآن مصلوب ٌ و قد بلغت مجدك السماوي فماذا تبغي بعد ذاك ؟؟
..
انت الآن قديس او رسول .. و اشرف من اعرفهم او سمعت عنهم .. دع الالم جانبا فهو زائل .. و تذوق طعم الشرف .. كان يجب ان تمر بهذا الدرب لتصل .. لا طريق غيره و لا اختصار .. دع عنك الخجل و لا تكن اكثر حماقه .. ايخجل قديس يوم تتويجه .. او رسول يوم يتلقى الوحي؟؟ انه نحن من نشعر بطعم الاغتصاب في مؤخراتنا يا شرقاوي ..انه نحن .. نحتاجك و امثالك كي تخففوا عنا صدمة هتك العرض .. افهمونا ان ما حدث يحدث باستمرار .. او انها ازمة و ستمر ... تفقدوا حالاتنا النفسيه ... خوفنا من اي غريب او حتى كراهيتنا للقضيه .. اما انتم .. فليس للخجل او المرارة مكان في قلوبكم بعد اليوم .. و هل يخجل النبيون يا شرقاوي ؟؟ و هل يخجل النبيون ؟
======================
شرقاوي و كريم ليسوا الا حلقه في سلسله من الانتهاكات المماثلة التي تجري يوميا في سجون مصر .. ربما لم يسمع عنهم احد لانهم غلابه او لا يملكون صوتا اعلاميا او مدونه على الانترنت ... اسلاميون واشتراكيون و معتدلون و ليبراليون و شيوعيون و حتى متهمون في جرائم غير سياسيه عوملوا في عهد هذا النظام ربما باقسى مما حدث لزملائنا بكثير .. لكننا احسسنا بالمصيبة عندما اقتربت منا .. فلنتظاهر و لنحتج و لنصرخ ضد انتهاك انسانيتنا في السجون المصريه .. دعونا نتضامن مع ملايين - انا منهم - يخشون دخول قسم الشرطه او الاحتكاك بظابط اوحتى عسكري مرور .. دعونا نبلغ شرقاوي و كريم و غيرهما ممن انتهكوا و ضربوا و عُذبوا اننا لن ننساهم .. و اننا اسفون .. اسفون بحق .. لاننا - او انا على الاقل - لم نتحرك ضد بربريه الظباط الا عندما مست المصيبه قريبا لنا .. يروي لنا قصته حتى نصدق من سبقوه .. هذه قضية تستحق النضال في سبيلها .. هذه قضية تمس ملايين ممن فقدوا كرامتهم و شعورهم بالامان .. .. فلنطالب بفتح ملفات التعذيب و الانتهاك الجنسي .. فلنطالب بمحاكمة مجرمي الامن .. و سفاحي النظام .. لنجمع معلومات و بيانات وشهادات كل من استطعنا الوصول اليه ممن ذاقوا من كأس الشرقاوي و كريم قبلهم او بعدهم
..
اقرأ مثلا كبدايه