جار القمر

دي مذكرات و كتبتها من ســنين/ في نوتة زرقا لون بحور الحنيـــن/ عترت فيها رميتها في المهمـــلات/ وقلت صحيح أما صحيح كلام مخبولين !!عجبي

الاثنين، سبتمبر ٠٥، ٢٠٠٥

المحطه

تطاردني المحطة هذه الايام
وبقسوه


============
تحكي مسرحية الرحباني البديعه عن ( ورده/ فيروز) الفتاه الريفيه بسيطه الثياب
الغريبه كليا عن القريه
..
تظهر وردةٌ في البدايه لزوجين بسيطين يزرعان البطاطا في حقلهما الواسع
وبعد تعارف بسيط .. تفجر ورده مفاجاه العرض
" انا ناطره الترين "
..
هكذا و بمنتهى الثقه
تعلن الفتاة المجهولة عن انتظارها مرور القطار على القريه
ينظر الزوجان حولهما
.. يبحثان عن المحطه
لكن لا شيء
فقط حقول البطاطا
و مناظرالقريه المعتاده
يبتسمان على سبيل المجامله مره
بعد مره
..
ثم لا يلبثا ان يستثقلا ظل النكته
...
..تدافع وردة بأن عدم وجود المحطه ليس بذنبها
.وأن ايمانها بقدوم القطار ثابت لا يتزعزع
..
تدريجيا يقتنع الزوج ان محطة القطار تحمل املا في الهجرة الى مكان افضل
وان حياة الضنك على وشك النهايه
..
تنتشر شائعة القطار في البلدة كلها
و تداعب الفكرة احلام البسطاء الذين طالما استمعوا بنهم الى حكايا مدينة المال و السعاده
..
يتدفق الحرافيش الى حقل البطاطا ينتظرون قطار ورده
.. حاملين معهم حقائبهم و اطفالهم
و ما غلا وخف من ممتلكاتهم
..
تصل اخبار التجمهر الى رئيس البلدية ثم رئيس الشرطه .. الذي يأمر بالتحقيق في صحة ما أدعت ورده
"وينتهى التحقيق ليتهمها بإثارة الشغب و تلفيق اسطورة "الترين



على الجانب الآخر يتبنى أحد لصوص القريه مشروع ورده و يبدأ في بيع تذاكر القطار
..
ويكون الرجل ثروه
..
وحين يقابل الفتاة يخبرها عن حقيقته وأصله
ترفض وردة تصديقه و تنجح أخيرًا في إقناعه بأنه يبيع تذاكر حقيقيه
وبأن ما جناه من مالٍ إن هو إلا الحلال بعينه
..
يقتنع الرجل و يمارس نشاطه رسميا بعد تصريح وردة المثير
.. و يتهافت عليه أهل القريه إلى أن تنفذ تذاكر القطار


...
ومع ازدياد أعداد منتظري القطار يقترح معلم المدرسه تحضير الجن و سؤالهم عن حقيقة القصه
..لكن بلا فائده
.. ولا حتى اشارة واحده
..
الوضع الآن؟؟
..
اعداد المنتظرين تزداد ... و الحقل يمتليء بالمسافرين
ولا قطار
او محطه
...
...




يقرر رئيس البلديه اخيرًا و بدافع من ضغط شعبي كاسح بناء المحطه و افتتاحها رسميا
..يتحمل هو مسئولية المحطه كاملة
و يعمل على راحة المسافرين و تلبية طلباتهم على نفقته الخاصه
..
يمضي عام على ظهور ورده
..
تعلو الاصوات بالضجر و الشكوى من تأخر القطار
و يكاد رئيس البلديه يجن ... بعد فقدان ثروته و ضياع راحته
و تبدأ البلده في الغليان
و في تحول درامي قوي للغايه
يعود إلى ورده ضميرها .. و تقرر إيقاف هذه الكذبه السخيفه .. و قتل هذا الأمل الزائف
ومعها يضيق بائع ( التذاكر/ اللص) بحياته الجديده .. و يتوق إلى حياة الحريه و الهرب في جنح الليل
و يحن المزارع أيضا إلى حقله .. فيقرر ترك حلم السفر و العودة الى البطاطا
و البطاطا فقط
...
اخيرًا يخطط الثلاثه سويا لتفجير المحطه
يقبض عليهم في حالة تلبس
وبعد محاكمة هزليه
يتقرر تنفيذ حكم الاعدام فيهم
...




.. صباح تنفيذ الحكم
يعلو صوت المنتظرين مناديا بموت المخربين
و قبل تنفيذ الحكم بثوانٍ
يشق السكون أجمل اصوات الكون قاطبة
..
صوت القطار
..
" وصل الترين"
يصرخ ناظرالمحطة في اولى مهماته
..
"وصل الترين"
وهاهو يقف متئدا على الرصيف
..
يركب المسافرون جميعا
إلا واحده
...
إلا ورده
...
التي ببساطه
لم تشتر يوما تذكرة الركوب
..
..
!!
=============
في انتظار ترينك يا وطن
...

6 Comments:

At ٩/٠٥/٢٠٠٥ ٩:٢٩ ص, Blogger Eman M said...

لم تشتر يوما تذكرة الركوب!
إيه المفاجئة دى؟
ساعات الواحد بيفضل يساعد غيره لحد ما ينسى نفسه.
جميلة أوى القصة،الإيمان القوى بالحلم هو اللى بيخليه يتحقق

 
At ٩/٠٥/٢٠٠٥ ٩:٤٥ ص, Blogger Mohammed said...

رائعة

 
At ٩/٠٥/٢٠٠٥ ٩:٥٠ ص, Blogger Amanie F. Habashi said...

جميلة، وردات كثيرة تبحث عن المحطة في مصر لنقلها إلى مرحلة جديدة، ترى هل يتحقق حلمهن أيضًا، مش محطة مصر، ولكن المحطة :))) بجد جميلة

 
At ٩/٠٥/٢٠٠٥ ١٠:٣٨ ص, Blogger arabesque said...

صحيح..في انتظار ترينك يا وطن:)

 
At ٩/٠٧/٢٠٠٥ ١:٠٨ م, Blogger Darsh-Safsata said...


قطعة رائعة
لكن ترى هل يجب علينا الآن أن ننتظر قطارنا أم نعمل على بناء المحطة

 
At ٩/٠٨/٢٠٠٥ ٤:٥٨ ص, Blogger سؤراطة said...

جميلة قوي
ناطرين الترين :))

 

إرسال تعليق

<< Home