متناثرات

-0-

:قال لي ذات ليله
هل تعتقد ان في هذا العالم اي حكمه؟؟
..ساذج انت يا صديقي
صدقني هي كلها توافقات في الزمان و المكان..لا بل انها ليست كذلك حتى
...انها عشوائيه
نحن بغرورنا احيانا و بجهلنا احايين اكثر اعتبرناها قمة الكمال
حسبناها قد صممت لنا على افضل ما يكون
ولم نفكر في احتمال ان نكون نحن قد صممنا لها
على اكمل ما يمكن

===============

-1-

انا في الحقيقه.. لا اجزع ابدا عندما ارى اعراض المرض
لكنني على عكس المعتاد امتلىء بالامل
تعلمت ان الماكينه الحيه التي خلقها الله
تعبر عن امراضها الدفينه .. باعراض كالحمى و الرعشه او حتى الغيبوبه
اشعر بالامتنان لهكذا انذارات
لا اهملها ابدا او اركز عليها بالكامل
لا اقضي عليها بالمسكنات و خافضات الحراره
احتفل بها .. احاول فهمها..و تحليلها
ثم اودعها لدى زوالها
مع القليل من الشجن
و الكثير من الفرحه
=================

-2-

كنت قد صافحت كل المجموعه كعادتي دائما
وعندما اقتربت منها جَفلت و لم الاحظ
لمست يدها فَسَرَت فيها الكترونات الكون كلها
ووراء كل السواد الذي كانت ترتديه
لمحت نظرة الرعب البالغ.. و سمعت تمتمات التضرع و الالم
شخصت انا الحاله فيما بعد
على انها اختلال في كهربيه الدماغ
اما عني
فقد توقفت عن المصافحه
والى الابد
==============
-3-
يحكي ان الحاكم بامر الله كان يأمر الناس بالعمل ليلا و النوم نهارا
وكان يعاقب من يخالف الامر بالقتل فورا امام حانوته
و في ذات ظهيره
طاف الحاكم الاسواق التي صمتت تماما
عندما سمع احد الحدادين يكسر الصمت بضربات مطرقته
وبعد ان جهزت منصة القتل
وحضر الجلاد
سأله الحاكم " من باب الفضول" عن سبب عصيانه
و بعد ان توقف الرجل عن لفظ الشهادتين
جاوبه بعد كثير تفكير
:
يا مولانا ..كان هذا من ضمنة السهر
!!!!
===========
-4-

إن كان كل مكلف معاقبا... لكان ملك الموت اشد المخلوقات تعذيبا

===========
-5-

بعد ان كان ينتهي من كل شيء
كان يشرب قهوته المعتاده
و يمسح الدماء عن اوراقه المتناثره
يرتب الفوضى من حوله
ثم ينهض
لينهي يومه
بضرب خادمه
وليلا
حينما يعود الى فراشه
يبكي
و يتمنى ان يصفعه واحد منهم
يوما ما
==========
-6-

كنا نتشارك سويا
نفس الفصل
و نفس التخت
كنا نتشارك معا
نفس الحلم و نفس الخمول
وفي ذات صيف

سافر
وعاد بعدها باسبوع
ليقبلني
بشفاه غيره
=========

-7-
يحكى انه كانت في الفسفاط حاره اسمها حارة الطبق
وكان فيها نحو عشرين الف دار
كل دار تساوي في الثمن الف دينار
ابيعت هذه الحاره كلها بطبق خبز
كل دار برغيف
فسميت من يومئذ
حارة الطبق

انتهى ذلك
=========
-3-

الحاكم بأمر الله؟؟
اختفى ذات يوم
وانتظر اتباعه عودته
و انتظروا
ومازالوا في الانتظار
=========
-8-

كان طوال العرض ينظر الى عيني مباشرة
يضحك عندما اضحك
و يبتسم عندما اصفق
يرتبك حين اتململ
و يزفر حين انتبه
وحينما ارخيت الستائر
رفض حتى ان يقابلني
خلف الكواليس
=========
-9-

يحكى ان رجلا صالحا زرع في حديقته بذرة جديده اهداها له ابنه البحار
فرح الرجل عندما رآها تنمو بسرعة فائقه
وتباهى بها كثيرا في مجالس القريه
كان الناس يعبرون بجوار الحديقه و يخبرون اطفالهم عن الشجره العجيبه
و يطلبون من الصالح بذورها
انتشرت سلالتها في حدائق القريه

واشتهرت البلده بشجرة الصالح العملاقه
حتى ان مجلس البلديه قرر بالاجماع اطلاق اسمها على القريه
وصار الرجل الصالح اهم رجل فيها
ويوما قال الرجل لنفسه: لا قاهر لشجرتي اليوم

...
وعندها .. عندها فقط
سقط اكبر فروعها حجما
فقتله
انتشر الخبر فقطع الناس اشجارهم
ولم تبق الا هي
الشجرة القاتله
و في وصية الاب
وجد البحار امرا برعاية الشجره
وترك البحر
..

فامتثل
==========
-10-

هناك امورلايستطيع العقل البشري ادراكها ابدا
نحن خلقنا ضعفاءَ محدودي التفكير
احيانا حينما تحاول الفهم تضل
لذلك حُرم السؤال في هكذا امور
كيف نصل الى القمر؟؟ هههه
اليس لديك ما هو اهم لكي يشغل تفكيرك ؟؟

==============
-11-

يحكي ان عمدة احدى القرى كان محبوبا للغايه
كان رجلا يعرف كيف يديرامور الناس
و يوفر احتياجاتهم
وذات يوم تقرر عزل العمده
و تعيين غيره
ثار اهل القريه و اعلنوا الحرب
الا ان الرجل الحكيم اقترح ان يبعث لهم كل يوم خطابا
ينظم لهم فيه شئونهم
و يحكم بينهم في مشاكلهم
و كان هذا بالطبع حلا مثاليا
ظلت القريه تسير على ضوءه بضع سنين
حتى حل يومٌ رمادي
ولم يصل الخطاب
توقفت الحياه تقريبا
حتى اقترح احد الاعيان
ان يطبقوا تعليمات اليوم السابق
حتى يصل الخطاب الجديد
..
و من يومها
صار اخر خطابات العمده
هواقدس ما في القريه
لُحِنًت كلماته
و غنت في كل المناسبات
كانت النساء يرضعن اطفالهن
وهن يسترجعن ما حفظنه منه
اما الاعيان
فقد اتبعوا تعليمات العمده الجديد
و من جاء بعده
و من بعده

و من بعده
==================
-3-

بالجور و الظلم قد رضينا
وليس بالكفر و الحماقه
ان كنت اوتيت علم غيب
فبين لنا كاتب البطاقه

برافووووووووووووووووووووووو