جار القمر

دي مذكرات و كتبتها من ســنين/ في نوتة زرقا لون بحور الحنيـــن/ عترت فيها رميتها في المهمـــلات/ وقلت صحيح أما صحيح كلام مخبولين !!عجبي

الأحد، يناير ٢٩، ٢٠٠٦

اتأخرت كتير

سيداتي انساتي سادتي
على صوت و الحان خالد الذكر جورج بن وسوف .. نقدم لكم هذه النكته
..
بيقولك مره مدون بيتكلم مع اخته الطالبه في ثانويه ازهريه .. عندما جائت سيرة بنت خالتهم التي تأخرت ولادتها .. لتقول الاخت بكل بساطه ان الحمل قد يستمر اربع سنوات قمريه تامه سوداء
..
يتضح للمدون المذهول ان الاخت فعلا مابتهزرش .. و ان ما قالته هو مع سبق الاصرار و الترصد
..
يطلب دليلا فتحمل اليه كتابا دراسيا اخضر اللون .. عنوانه : الاقناع في حل الفاظ ابي شجاع
الكتاب مطبوع على نفقة قطاع المعاهد الازهريه و مقرر على الصف الاول الثانوي
كتب على غلافه
:
تاليف العلامه الشيخ شمس الدين محمد بن احمد الشربيني الخطيب الشافعي
وهو شرح على متن غاية في الاختصار في الفقه على مذهب الإمام الشافعي تأليف العلامه ابي شجاع احمد بن الحسين بن احمد الأصفهاني الشافعي
طبعة 2003 -2004
..
في الجزء الاول من الكتاب .. و تحت باب يضم احكام الحمل و الحيض و النفاس.. تقع الفقره المعجزه .. صغحة 150
:
اقل الحمل و اكثره و غالبه
وأقل زمن الحمل ستة اشهر , و لحظتان : لحظة الوطء و لحظة الوضع من امكان اجتماعهما بعد عقد النكاح و اكثره اي زمن الحمل : اربع سنين و غالبه تسعة أشهر للاستقراء كما اخبرنا بوقوعه الشافعي و كذا الإمام مالك حكى عنه أيضا انه قال : جارتنا امرأة صدق , و زوجها رجل صدق , حملت ثلالثة أبطن في اثنتي عشرة سنة تحمل كل بطن أربع سنين , وقد روى هذا عن غير المرأه المذكوره
..
اظهر استنكاري .. فتبدأ اتهامات الشك في كل ماهو ديني .. التزم موقع الدفاع و استعين بوظيفتي كطالب طب .. احاول شرح تسمم الحمل و استحالة سلامة الجنين او الام في اربع سنوات .. ترفض المسكينه تقبل ان تحمل كتبها الدينيه اي نقص
:
الطب بشري و ممكن يغلط .. بس الدين عمره ما يكون غلط
تصدمني الكلمه المتوقعه فاقرر غلق باب المناقشه
..
لكنها لا تكتفي و تؤكد موقفها اكثر باقتباس كلام معلمتها يوم قصت عليهن نبأ زميلة غرفة الولاده في مستشفى المبارك بالرياض .. التي حملت ثلاث سنوات و نصف .. ثم انجبت طفلا كاملا جميلا ارتهن صورته , اسمته احمد
..
سبحان الله

الأحد، يناير ٢٢، ٢٠٠٦

خور في الطبيعه



تصادف اليوم ان قرأت عن التعذيب في التاريخ الاسلامي .. وهو موضوع سحرني قديما .. فقط لانه هدم عندي وقتها مثالية و بريق قصص البطوله و الشهامه و الفروسيه .. و اخلاق العرب التي تميزوا بها في العالمين .. و اقول تصادف لانني كنت قد انتهيت من نقاش محموم دار حول ذهبية دولة الامويين و العباسيين المزدهره .. و عظمتهما المرتبطه بالتمسك بالشريعه .. و الالتزام بصراط الصحابه و الخلفاء
..
بصراحه, هذه التدوينه هي رد على محاوري الذي سيقرأها بالطبع .. و لك الحق ان لا تتمها ان كنت ممن يكرهون التاريخ او قصص التعذيب او كليهما.. او كنت متمسكا بفكرة ملائكية الخلافه و تنزهها
..
عام 35 للهجره .. كانت الفتنه قد وصلت اقصاها حين حاصر الثائرون بيت عثمان بن عفان .. وقطعوا عنه طعامه و شرابه وروعوا اهل بيته وكان اغلبهم كما روي من المصريين .. فقتلوه في بيته وعلى مصحفه يوم الجمعه الثامن من ذي الحجه
..
دفن عثمان في مقابر اليهود ... و رجم موكب تشييعه بالحجاره و القاذورات و لم يشفع للرجل صحبته للرسول او نصرته للمسلمين في غزواتهم و حروبهم فكان التعصب و الاستنفار القبلي اقوى من اي منطق
..
كانت تلك الحادثه .. و ان لم تكن الاولى .. الاقوى و الاكثر دلاله على انتهاء يوتوبيا الاخلاق التي حرسها قرب عهد الناس بالنبي ايام ابي بكر .. و خوفهم من سطوة عمر و قوة ادارته ايام ولايته
..
تبع مقتل عثمان من الاحداث ما يؤسف .. لن اتحدث هنا عن الجمل او صفين .. فهي مواقع معروفه .. كتب عنها مالايحصى من التحليلات و المقالات و الكتب الافضل بكل تاكيد
..
في عام 41 للهجره .. تولى معاويه بن ابي سفيان خلافة المسلمين بعد الكثير من المشاهد الدراميه و الانشقاقات و المكائد ..كان معاويه قد كون لنفسه تقريبا حكما مستقلا في الشام منذ تولاها في حكم عمر .. ساعده نفوذه فيها وولاء اهلها له على حشد قواته وتحقيق ماتبقى لنقل الحكم الى منافسي بني هاشم من قريش .. و قد كان
..
غير ان معاويه لم يشهد حكما سلسا و حياة رغده .. حيث برز عبد الله بن الزبير في مكه .. تهديدا حقيقيا لسيطرته الكامله و شرعيته في آن .. فيبعث للحرب و يامر ابنه يزيدا ان : افتك به و قطعه اربا اربا ان و قع في يديك
..
مر معاويه و يزيد .. و ظهر عبد الملك بن مروان الذي لقب قبل حكمه حمامة المسجد .. فاستعان بالحجاج الثقفي الذي قذف الكعبة بالمجانيق و مثل بابن الزبير حفيد ابي بكر و العوام .. عادت الفتنه بعدها باعوام و بلغت ذروتها في كربلاء التي لن استفيض في الحديث عنها ايضا فقد كتب عنها ما يفيض , وان كان يكفي ان اذكر قطع راس الحسين وعشيرته ممن قتلوا .. والطواف بهم في شوارع الكوفه على اسنة الرماح
..
بعدها في عهد هشام بن عبد الملك خرج زيد بن علي بن زين العابدين الى المدينه طالبا الخلافه و لكن اهل الكوفة عرضوا نصرته فاتجه من فوره , و هناك اكتشف الخديعه ووقع اسيرا في يد يوسف بن عمر الثقفي لكنه فر وحارب في نفر قليل من اصحابه حتى اصيب بسهم في جبهته فحمله بعض اتبعاه المخلصين لكنه توفي في ساعته .. فدفنوه في ساقية ماء و غطوا قبره بالعشب كي لا يكتشف الوالي مكانه .. غير ان يوسف الثقفي اخرج جثته و قطع رأسه و ارسله الى دمشق .. و صلب جسده عاريا على جذع نخله في الكوفه .. و ظل مصلوبا خمسين شهرا حتى امر الوليد بن يزيد بحرقه و اذرى رماده على شاطىء الفرات
..
بعدها بعدة سنوات .. خرج يحيى بن زيد منكرا مظالم الامويين و مطالبا لاهله بالخلافه .. لكن حظه لم يكن باحسن من حظ ابيه .. فقد اسر و قطعت رأسه و ارسلت الى الوليد بن يزيد .. اما جسده فقد صلب في خراسان و ظل مصلوبا الى ان قام ابو مسلم الخراساني بانقلابه لصالح العباسيين فانزل جسده و دفنه
..
هذا عن الامويين فاما العباسيين من اعمام النبي فما كانوا الا اكثر وحشيه و اشد عنفا و دمويه .. خاصة مع من وقعوا في ايديهم من بقايا البيت الاموي .. يكفي ان عم اول خلفائهم - و لقبه السفاح - عبد الله بن علي قتل في ليلة اكثر من الف انسان .. و فرش على جثثهم سماط العشاء .. ثم تناول وجبته فوق زفرات الموت وانين المحتضرين و توسلاتهم - و نقل عنه الرواة قوله انه لم يطعم في حياته الذ و اطيب من طعامه تلك الليله
..
كان ابا جعفر المنصور اشد وحشيه .. فقد اتخذ وولاته شعاره المعروف - من اتهمته قتلته - و قتل في سبيل ذلك المئات من المفكرين و العلماء و رجال الدين و التجار و غيرهم .. ممن شك في ولائهم للبيت الاموي و رجالاته .. و لم تكن تعرف الرحمة الى قلبه سبيلا حتى اشتهر بوحشيته في تعذيب ضحاياه قبل قتلهم .. و لم يسلم من التعذيب حى اقاربه فعمه عبد الله بن علي الذي ثار عليه ثم استسلم .. غدر به المنصور ثم دفع الى احد اعوانه و هو الازهر المهلب بن ابي عيسى .. ليتولى تعذيبه بطريقه جهنميه .. وهي ان يقطع اطرافه طرفا طرفا و يلقيها في النار امامه . حتى اغمى على الرجل من رائحة الشواء كما قيل
وبنفس الطريقة كذلك .. قتل ابن المقفع صاحب كليله و دمنه .. و احد اهم مثقفي العربية قاطبة .. و ان لم يكن عربيا .. حيث لاقى جزاء نصح المنصور بتحفته الادبيه رسالة الصحابه .. او في رواية اخرى جزاء كتابة عهد امان لعم الخليفه تضمن فيه خروجا متصورا عن الحدود و الاحترام اللائق به
..
كانت هذه الواقعه الهاما لمحمد عبد الملك الزيات .. كي يخترع تنوره الشهير .. و عبد الملك كان للاسف احد اهم ادباء و علماء عصر المعتصم .. الا انه عين وزيرا للخليفه .. بضربة حظ دراماتيكيه غريبه .. الا انها مكنته من الاحتكاك بمعارضي العباسيين والهمته فضلا عن موهبته الادبيه موهبة وحشية تمثلت في مقولته الشهيره : الرحمة خور في الطبيعه و ضعف في المنه
: اما عن تنور الزيات فقد روى بن خلكان عنه و افاض
كان ابن الزيات قد اتخذ تنورا من حديد واطراف مساميره المحدوده الى الداخل .. وهي قائمة مثل رؤوس المسلات , و كان يعذب فيه المصادرين وأرباب الدوواوين المطلوبين بالاموال , فكيفما انقلب واحد منهم او تحرك من حرارة العقوبه تدخل المسامير في جسمه , فيجدون لذلك اشد الالم .. و لم يسبقه احد الى هذه المعاقبه , وكان في التنور خشبة مستعرضه يجلس عليها المعذب اذا اراد ان يستريح فكان السجان يضرب المختلس بسوطه حتى يعود الى جانب المسامير او جانب النار. و كان اذا قال احدهم : ارحمني ايها الوزير يقول له : الرحمه خور في الطبيعه
..
و من غرائب الاقدار ان ابن الزيات نفسه قد مات معذبا داخل تنوره الذي اخترعه
...
جاور هذه الشواذ قواعد تعذيبيه ثابته .. كالسياط و السمل بل و تقطيع الاطراف... اما السمل فقد ظهر اول ما ظهر في دولة المعتصم الذي اكثر من الاتراك في دولته ليوازن من نفوذ الفرس الذين استقدمهم المأمون
وبعد المعتصم . اصبح الاتراك هم الحكام الفعليون لدولة الخلافه .. فاصبح السمل هو القاعده و ما عداها من فنون التعذيب بمثابة الاكراميات او الزيادة الواجبة لاكرام الضيف
..
يقول ابن خلكان متحدثا عن سمل العينين : فكانوا يأتون بضحيتهم مقيدا بالاغلال .. ثم يضعون قطعة من الحديد فوق النار حتى تصبح جمرا احمر , فيحملها احدهم و يقترب بها من وجه الضحيه , بينما يقوم اخر بفتح عينيه غصبا , عندئذٍ يقترب الوهج الاحمر من المقلتين , و ما هي الا برهة او تزيد حتى يذهب سواد العينين و يتحول الى بياض .. و بعدها يضحى المسكين كفيفا محروما من نعمة البصر
..
فعل الترك المسلمون هذا مع الخليفه المستكفي.. ففي عام 334 للهجره سمل معز الدوله بن بويه عيني المستكفي بنفسه . و خلعه و سلب منه راتبه الشهري .. فكان المستكفي و هو الخليفه يقف على ابواب المساجد يستجدي الناس و يستعطفهم .. و يقسم لهم انه كان خليفتهم حتى يعطوه شيئا يتقوت به .. فكان بعضهم يصدق فيتصدق عليه , و كان اخرون يكذبونه و ينهرونه او حتى يعتدون عليه بالسباب و الضرب
..
بعد الاتراك حمل المغول للدويلات الاسلاميه اساليب احدث للتعذيب و القتل ..كالتوسيط مثلا .. وهو ضرب الرجل بالسيف في وسطه ضربة واحده فتقسم جسده الى نصفين .. و من ابشع ما ابتدعه المغول كذلك واستخدمه ما تلاهم من حكام ما حدث مع الملك الصالح ابن بدر الدين لؤلؤ حاكم الموصل على يد هولاكو .. حيث طرحوه ارضا و دثروه بقطعه من قماش الخيام السميك بعد ان دهنوا جسده العاري بكميات هائله من شحم الضأن , و بعد ان ربطوه القوا به تحت اشعة الشمس الحارقه .. و ما هي الا ساعة او بعض ساعه حتى ساحت الشحوم .. و تحولت البراعم المستقرة فيها الى ديدان و حشرات اخذت تزحف على جسد المسكين و تنهش فيها عضا و قرصا .. و الرجل يتلوى من فظاعة الالم دون ان يملك له دفعا .. و ظل على هذه الحاله حتى فاضت روحه الى بارئها بعد ثلاث اسابيع من العذاب
..
قصه مشابهة لهذه القصه حدثت ايضا في عصر الدوله المدراريه الخارجيه في المغرب.. .. حيث عذب عيسى بن زيد حاكم سلجماسه .. احد معارضيه بان دهن جسده العاري بالعسل .. ثم ربطه في جذع شجرة في الجبل .. وتركوا النمل و البعوض و الحشرات تاكل جسده حتى نهشته نهشا و مزقته تمزيقا
..
اما عن تعذيب المشاهير و رجال العلم و القاده فحدث ولا حرج .. اتذكر الان نهاية محمد القاسم .. فاتح الهند .. و بطل الحرب الصنديد.. الذي لقي مصرعه بعد تعذيبه حرقا على يد رجال الخليفه .. و لم يشفع له زيادة مساحة الدوله الى الضعف .. او حتى ولائه المطلق للأمويين الا ان قطع رأسه كان حسابا على اخطاء عمه الحجاج .. بعد وفاته
..
اتذكر ايضا محنة الامام احمد بن حنبل ..الذي رفض الاعتراف للمأمون الذي لوثته الفلسفه المعتزليه الشابه .. بان القران مخلوق .. فتحمل في سبيل رأيه غاية التحمل .. و تم ترحيله سيرا وهو الشيخ السبعيني من بغداد الى طرسوس .. و تلاميذه يتمنون عليه ان يذعن . و الرجل في قمة صلابته .. حتى وصل الى بغداد .. ليواجه ثورة المعتصم الذي ورث تركة اخيه من العقابات .. فثبتوه على كرسي من الخشب.. و خلعوا عنه قميصه .. وشدوا ذراعيه حتى انخلع كتفاه ..ثم ضرب بالسياط حتى ظهر لحمه .. كل هذا و الرجل صائم مصر على صيامه ... و الخليفة يتمنى عليه ان يقره على رأيه .. فيقطع عنه العذاب
..
اما الامام مالك فقد عاقبه ابو جعفر المنصور على فتوى اصدرها بفساد بيعة المكره .. ..فضرب بالسياط و شدت ذراعيه حتى انخلع كتفه كذلك .. حتى لم يستطع ان يسوي ردائه
..
بصراحه , تنتابني نوبات من الضحك المتواصل حين اشاهد مسلسلاتنا او افلامنا التاريخيه المهترئه اواقرأ كتبنا الدراسيه التي تجعل من حكام العرب القدامى ملائكه .. يساعدون الضعفاء و ينصرون الحق و يدافعون عن اسلامهم و عقيدتهم و لا شيء سوى ذلك .. ربما كان لافعالهم ما يبررها .. و ربما كانت تلك هي طبيعة حياتهم و حكمهم .. غير ان تجميل الحقائق و بناء خيالات عن ذهبية الاخلاق ... و دولتنا الفاضله .. هي جريمة لا تغتفر في حق عقول و قلوب تعيش على هذا الحلم .. و قد تضحي بنفسها .. بل و بالاخرين في سبيله
==============
: المصادر
الكامل في التاريخ - ابن الاثير
شهداء و ضحايا في تاريخ الاسلام - جمال بدوي
بدائع الزهور في وقائع الدهور - ابن اياس الحنفي
وفيات الاعيان - ابن خلكان